مجلة نجاح
الصفحة الرسمية لمجلة نجاح المتخصصة في الادارة والتنمية البشرية
الصفحات مجلة نجاح
Custom Search
الثلاثاء، 28 يناير 2014
الانتصار على الانانية ليست معركة يوم .. وانما معركة عمر وحياة د / مصطفى محمود
الانتصار على الانانية ليست معركة يوم .. وانما معركة عمر وحياة
د / مصطفى محمود
د / مصطفى محمود
عندما ينهار شيء في حياتك .. لا تحزن ... ربما كان يحجب عنك آفاق سعيدة
عندما ينهار شيء في حياتك .. لا تحزن ... ربما كان يحجب عنك آفاق سعيدة
الخطأ : ضيق الأفق عن التعامل مع المشكلات
.
أخطأ سعادة المدير
*فهد محمد حاجب
الخطأ : ضيق الأفق عن التعامل مع المشكلات
يشكو مسعود ويقول:" لقد سمعت أن موظف الاستقبال التابع لك قد بدأ في تحويل كل المكالمات إلى القطاعات حين يذهب لقضاء وقت الراحة. لماذا تدعه يحول كل المكالمات علينا بينما يكون رجالنا غير موجودين على الأرجح؟. كما أن موظفك لا يحيطنا علماً بالمواعيد التي حولت فيها تلك المكالمات".
ترد أنت قائلاً: " مهلاً يا مسعود, إن قسم الاستقبال والهاتف يخصني أنا. وليس هناك ما يدفعني للرجوع إليك في كل مرة أغير فيها أسلوب العمل في هذا القسم. كل ما في الأمر هو أننا لم نحب أن يدق جرس الهاتف بلا مجيب حين يكون موظف الاستقبال في وقت الراحة, ففكرنا بتحويل المكالمات.
لماذا يعد هذا خطأً؟
إن العديد من القرارات التي تتخذها قد تؤثر على باقي أجزاء الشركة, علاوة على تأثيرها على وحدتك. ولذلك قد يتطلب حل المشكلات التي حددتها في قسمك بعض التغييرات في الوحدات الأخرى أيضاً. لقد أصبحت الوظائف أكثر تداخلاً في معظم الشركات, وعندما تغض البصر عن تلك التداخلات سيكون نصف الحقيقة على الأقل قد غاب عنك.
كيف تتحاشى هذا الخطأ من الآن وصاعداً؟
- ضع الصورة الكبيرة في اعتبارك كلما نظرت إلى المشكلات في وحدتك. ومهما كانت الصورة ثانوية لابد من أن تراعي الصورة الكبيرة في حلك لها.
- اجمع الآراء من الوحدات الأخرى. وكلما تتعامل مع مشكلة يبدوا أن الوظائف تتداخل فيها, تأكد من إحاطة باقي المديرين بالمشكلة التي تحاول حلها وبالأثر الذي قد يقع على وحداتهم.
- كوّن آلية لتبادل المعلومات مع باقي المديرين. وقد يتم هذا في الاجتماعات الدورية, أو كجزء من شبكة تكوين المعارف التي تسعى لتكوينها بالفعل.
عندما يكون تركيزك منصباً على أعمال وحدتك فقط, سيكون من المرجح أن تؤذي نفسك وأن تؤذي الآخرين, ولكن التركيز على مصالح الشركة ككل يعد إجراءً إدارياً ذكياً, وليس مجرد شيء مستحب.
أخطأ سعادة المدير
*فهد محمد حاجب
الخطأ : ضيق الأفق عن التعامل مع المشكلات
يشكو مسعود ويقول:" لقد سمعت أن موظف الاستقبال التابع لك قد بدأ في تحويل كل المكالمات إلى القطاعات حين يذهب لقضاء وقت الراحة. لماذا تدعه يحول كل المكالمات علينا بينما يكون رجالنا غير موجودين على الأرجح؟. كما أن موظفك لا يحيطنا علماً بالمواعيد التي حولت فيها تلك المكالمات".
ترد أنت قائلاً: " مهلاً يا مسعود, إن قسم الاستقبال والهاتف يخصني أنا. وليس هناك ما يدفعني للرجوع إليك في كل مرة أغير فيها أسلوب العمل في هذا القسم. كل ما في الأمر هو أننا لم نحب أن يدق جرس الهاتف بلا مجيب حين يكون موظف الاستقبال في وقت الراحة, ففكرنا بتحويل المكالمات.
لماذا يعد هذا خطأً؟
إن العديد من القرارات التي تتخذها قد تؤثر على باقي أجزاء الشركة, علاوة على تأثيرها على وحدتك. ولذلك قد يتطلب حل المشكلات التي حددتها في قسمك بعض التغييرات في الوحدات الأخرى أيضاً. لقد أصبحت الوظائف أكثر تداخلاً في معظم الشركات, وعندما تغض البصر عن تلك التداخلات سيكون نصف الحقيقة على الأقل قد غاب عنك.
كيف تتحاشى هذا الخطأ من الآن وصاعداً؟
- ضع الصورة الكبيرة في اعتبارك كلما نظرت إلى المشكلات في وحدتك. ومهما كانت الصورة ثانوية لابد من أن تراعي الصورة الكبيرة في حلك لها.
- اجمع الآراء من الوحدات الأخرى. وكلما تتعامل مع مشكلة يبدوا أن الوظائف تتداخل فيها, تأكد من إحاطة باقي المديرين بالمشكلة التي تحاول حلها وبالأثر الذي قد يقع على وحداتهم.
- كوّن آلية لتبادل المعلومات مع باقي المديرين. وقد يتم هذا في الاجتماعات الدورية, أو كجزء من شبكة تكوين المعارف التي تسعى لتكوينها بالفعل.
عندما يكون تركيزك منصباً على أعمال وحدتك فقط, سيكون من المرجح أن تؤذي نفسك وأن تؤذي الآخرين, ولكن التركيز على مصالح الشركة ككل يعد إجراءً إدارياً ذكياً, وليس مجرد شيء مستحب.
خذ قرار بأن تكون سعيدا , وحينها ستكون أنت وبهجتك معا جيشا لا يقهر فى وجه الصعوبات.
خذ قرار بأن تكون سعيدا , وحينها ستكون أنت وبهجتك معا جيشا لا يقهر فى وجه الصعوبات.
البُعد الخامس تظن نفسك على قيد الحياة
عائشة الصلاحي
البُعد الخامس
تظن نفسك على قيد الحياة.. حتى تعيش الحب فتتأكد أنك كنت ميت مع وقف التنفيذ و أن حياتك للتو بدأت معه!!!!
فمن غير الحب يشد العزم لإكمال الدرب العسير وسط الأشباح و الأشلاء؟ ومن غير الحب يُشرق في النفس بالأمل حين تنطفأ كل الشموس دفعة واحدة؟ ومن غيره يسند قدميك المرتجفتين لتقف من جديد بعد السقوط المؤلم؟ من غيره ينشر على القلب الصبر حين تنغلق كل الأبواب و يخونك من كان ما كان؟
من غيره يُعيد للآفاق شروقها حين تُظلم جنبات السماء؟ من غيره يُعيد إليك زمام المبادرة حين تشعر أنك مجرد كرة يتقاذفها لاعبون فاشلون؟ من غيره يُقنعك بالمحاولة مرة أخرى إثر فشلك المُكلَّف؟ من غيره يمنحك الشجاعة لتخوض غمار الجديد المخيف؟من غيره يطبب الحروق الملتهبة من ظلم البشر لبعضهم.. من وحشية أشباه البشر على الأناسي الضعيفة؟
الحب ذلك الحنين الصاعد للمعالي عندما تخطف المنايا أحلامك.. حين يرحل كل الوطن من حولك ويسكن في كوابيسك، حين تضيق الدنيا كأنها ثقب أبرة على آمالك الشاسعة؟ الحب ذلك النبض المتدفق للحياة عندما تغادرك أمنيات البقاء.. عندما تغادرك أنفاس الأمل.. .عندما تغادرك كل أشيائك الجميلة.
الحب إلهامك الجميل حين تهجرك الإلهامات كلها.. وهو إبداعك حين تحاصرك جيوش الروتين.. الحب هو المدد الذي تحتاجه لتصمد في وجه من يضطهدك..
حين نحب يختفي الألم!!!
لا ندري أين يذهب؟؟!! لكنه يذهب بعيداً خلف الجبال.. حين نحب تشفى الجراح.. كل تلك الكدمات و الرضوض و الخدوش التي أصابتك طوال السنين.. كُلها تشفى و كأنك تناولت أكسير سحري الأثر, خرافي المذاق،حين نحب تصير البلايا رمالاً بين الأصابع, و الكروب حطاماً تحت الأقدام.. بل تنشد الصعوبات لأن اجتيازها هي طريقتك المُثلى لتُثبت لمن تُحب أنك قد صرت بفضل حبه أقوى مما كنت عليه..
حين تُحب تُصبح الأمور على ما يرام.. تشعر بالأمان ليس لأنك لا تحتاج شيء, و ليس لأنك لا تفتقد شيء, بل لأنك تحس بالاكتفاء, فيكفي أن من تُحب موجود.. إذاً لا بأس سيصبح كل شيء على ما يرام بطريقة ما.. .
حين نحب تشف أرواحنا, و تروق صفحة أفكارنا, و تظل تردد في أعماقك:"أهذه التي يسميها الناس سكينة؟؟ياااااااه ما أجملها" !!!
حين نحب تصفو الأمنيات ويتضح الطريق.. تشدو الأحلام و تتألق الرسالات, و تصير الدنيا غير الدنيا التي عرفت، تصبح فجأة صاحب قضية تُحركك القيم و تبعثك المثُل..
حين تحب يتحدث إليك قلبك بأجمل كلمات الأمل و بأحكم عبارات التفاؤل و كأنه لقمان الحكيم..
حين تحب تصبح فارساً جسوراً وكأنك لم تعرف الخوف قط.. وكأنك بطل من أبطال الأساطير.. حين تحب تسمو روحك, فتحب العالم, و تحب الله أكثر, و كيف لا تحبه و قد خلق لك من تأنس إليه و تأوي تحت جناحه..
باختصار حين نحب فإننا نكون قد مررنا في قلب الوجود وشربنا من رحيق الحياة..
للأسف قد تختلط عليك الأمور و تظن أن(ما تشعر به حُباً)، لكن الحقيقة أنك إذا لم تكن ذاك الذي في الأسطر السابقة فأنت غارق في شعورات أخرى أدنى و أقل مكانة، و ستكون ضارة عليك في المآلات. فأحذر.. فالحب سبيلٌ آخر غير ما تظن, وغير ما ملئت به الدنيا من ضجيج في كل وسائل غسيل الأدمغة.. فحين نحب لا شيء فينا ينحدر للأسفل.. لا شيء يتهاوى.. فإن أصابك تدهور بطريقةً ما، أو لم تشعر بما سبق من مقامات عالية، وحلاوة سامية, فلا تسأل أحداً عن ذلك، فما تشعر به وتحسبه حباً هو في الحقيقة شعور آخر غير الحب.. للأسف أنت لم تحب بعد.. فتعلم حقيقة الحب معنا..
السبت، 18 يناير 2014
أشهر 10 كذبات يتقنها الأزواج!
أشهر 10 كذبات يتقنها الأزواج!
وائل يحيى الصياد
قد يلجأ بعض الرجال للكذب على المرأة, إرضاء للزوجة, أو تفادياً للمواجهة معها, أو تجنباً لجرح مشاعرها, أو لتسهيل الحياة بينهما, ومهما يكن السبب, التالي10 كذبات مشهورة يتقنها بعض الأزواج, مع ذكر الأسباب التي أدت إلى ذلك:
وائل يحيى الصياد
الكذبة رقم 1: "بصراحة الفستان عليك رائع"
السبب: يستخدم الرجل هذه الكذبة البيضاء القابلة للعفو لتجنب إيذاء مشاعر الزوجة.
الكذبة رقم 2: "اعرف ذلك تماماً" "
السبب: حماية كبريائه الرجولي, فبعض الرجال يشعرون أنه يجب أن يكونوا ملمين بكل المجالات.
الكذبة رقم 3: " نعم كنت أنظر إليها, استغرب كم هي قبيحة"
السبب: قد ينظر الرجل إلى امرأة جميلة, طبعاً مع تقديم التبريرات اللازمة للزوجة.
الكذبة رقم 4: " كل شيء على ما يرام"
السبب: محاولة من الرجل لإظهار سيطرته على الوضع.
الكذبة رقم 5: "حاولت الاتصال بك"
السبب: للدفاع عن النفس.
الكذبة رقم 6: "لا أريد أن أصالحك إلا إذا أردت أنت ذلك"
السبب: هنا يكون هو المخطئ وفي هذه الحالة عادةً ما يكون ضميره في قمة التأنيب.
الكذبة رقم 7: " أنا الأفضل"
السبب: لجعلك فخورةٌ أنك تزوجتي به.
الكذبة رقم 8: "علاقاتي السابقة كانت عادية"
السبب: الحفاظ على الزواج.
الكذبة رقم 9: "أنا لن أكذب عليك"
السبب: الرغبة في العيش بسعادةٍ إلى الأبد.
الكذبة رقم 10: " ليس الآن, لديّ عمل مهم"
السبب: تجنب مناقشة شيء ما, قد يوتر الزوج.
بالتأكيد لا ينطبق الحال مع كل الرجال, فهناك الكثيرين ممن جعلوا الصدق مبدأ مهماً من مبادئ الحياة الزوجية السعيدة.
الموضوع من العدد 102 . من مجلة نجاح
نصائح عظماء رجاء النقاش
نصائح عظماء
رجاء النقاش
#محمد رجاء النقاش ( 3سبتمبر 1934 / 8فبراير(2008 ناقد أدبي وصحفي مصري. بدأ النقاش ممارسة النقد الأدبي وهو طالب في السنة الأولى، ومن ثم تولى إدارة العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية, كما قام بتأليف العديد من الكتب الأدبية.
يعد النقاش علم من أعلام الصحافة والنقد والأدب في العالم العربي، فهو أستاذ جيله الذي سطع نجمه في عالم الصحافة، والذي أثرى على مدار أربعة عقود مجال الصحافة والأدب بمقالات وكتب هامة، إضافة إلى اكتشافه عدداً من المبدعين المصريين والعرب بغير حصر, قدمهم رجاء النقاش إلى عالم الإبداع, منهم الشاعر الكبير محمود درويش.
ينتمي النقاش إلى أسرة ضمت مثقفين بارزين, فكان أخوه الراحل وحيد النقاش مترجماً وناقداً، وأخوه فكري النقاش مؤلفاً مسرحياً، وتولت أخته الناقدة فريدة النقاش رئاسة تحرير مجلة الأدب والنقد لنحو عشرين عاماً. التالي حكم وأقوال النقاش العبقري المصري المجهول:
• من الناس من يحب أن يعيش في عقدة الاضطهاد فإن انتهى هذا الوهم سيعجز عن احتمال الحقيقة فينتحر.
• إن أمريكا بكل ما فيها ومن فيها لم تستطيع تعويض جيمس دين عن حنان أمه.
• كان الفراعنة يخافون الموت ولم يجدوا أمامهم سوى استئناسه..فجعلوه موتاً جميلاً أنيقاً.
• عندما يبتسم الحزين ويفرح فهو يقول لنفسه وللحياة:" أنا طرف في المأساة ، لكنني قررت أن أحتمل، وأستمر في السير، وأنا أدرك أن الشوك يملأ الطريق".
• هناك بعض الناس يعاملون الحياة ببرود وعدم مبالاة ويعيشونها كمن يؤدي واجباً ثقيلاً، وهناك نوع أخر يحب الحياة ويقبل عليها ويأخذها بالحضن.
• نقل عن أوسكار وايلد:" إن ما يفعله الإنسان بين جدران غرفة مغلقة سوف يفعله أمام الناس يوماً ما".
• الفنان الحقيقي لا يمكن أن يتخذ الشذوذ والانحراف مذهباً في حياته، إن في الفن في هذه الحالة خداع ووهم.
• كلنا قد نغرق في الإدمان على الخمر أو اللهو، ولكن هناك طريق للعودة ينادينا فإما نسلكه أو ننتهي.
• في فترة الشباب الأول، ونتيجة للدفعة القوية المفاجئة من دفعات الحياة يبدو الإنسان في نظر نفسه قادراً على كل شيء، وبذلك تكون أحلامه واسعة ومشروعاته كبيرة غير محدودة ثم تبدأ المفاجآت.
• عشرات الفلاسفة جعلوا شعارهم : " لا أدري".
• الذين يحملون في نفوسهم شرارة المعرفة وحنيناً كبيراً إلى رفض الحياة الروتينية، هم دائماً الذين يرسمون للحياة مستواها الجميل رغم ما يلاقونه من تعب.
#الموضوع
اليتيمة ليس هناك أصعب من أن يشعر
.
اليتيمة
ليس هناك أصعب من أن يشعر المرء باليتم في ظل وجود والده، هذا ما دار بخلدها وهي تتجاوز الشارع المؤدي إلى المدرسة ، وقبل أن تبلغ الرصيف المقابل أخرجها من شرودها بوق سيارة مزعج، رمقت السائق بنظرات غاضبة ثم واصلت طريقها دون أن تركز على الكلمات الغاضبة التي كان يتفوه بها...
طوال الوقت يعيش معهم، لكنها لم تجد له أثر إيجابي في أي موقف من مواقف حياتها لا السعيدة منها ولا الحزينة، لم يسألها أو أحد إخوتها عن أحوال دراستهم ولا كيف يتجاوزون اختباراتهم، بل لا يكاد يدري في أي عام دراسي هم...
حنان والدتهم ووقوفها الدائم إلى جانبهم لم يسد الفجوة الواسعة التي تفصله عنهم، لا يجتمع معهم سوى في طاولة الغداء أو العشاء غير ذلك إما يتابع التلفاز، أو في عمله لا يكاد يشعر بهم أو يحاول أن يشاركهم حياتهم وأنشطتهم كما يفعل الآباء مع أطفالهم
"قد يكون والدك معذور" قالتها معلمتها بعد أن تجاذبت معها أطراف الحديث وشكت إليها غربة والدها عنهم وابتعاده
"ربما!"
قالتها دون اقتناع فأي عذر هذا الذي يحرمها من والدها
"هل حاولتِ أنتِ كسر الحاجز بينك وبينه؟"
"لا ... لم احاول"
"حاولي قد يكون هو أكثر حاجة لقربكم أنتم منه، لا تدري ما الظروف التي عانها في صغره فجعلته يتصرف معكم بهذه الطريقة ويبتعد، ربما محاولتك قد تغير في نفسه الكثير وتساعده هو أيضا على كسر الحاجز "
لم تجبها ، قد تكون معلمتها على حق، لكن هل سيكون حقا بمقدورها كسر ذلك الحاجز الصلب الذي يفصلها عن والدها ... من يدري؟!
كان جالس كعادته في مجلس البيت يقلب في قنوات التلفاز ، ترددت وفي كل مرة تقترب من الباب تبتعد مجددا وفي الأخير عادت إلى غرفتها تملا قلبها مشاعر الخيبة ، ماذا يمكن أن تقول له
كيف حالك يأبي ؟ الطقس اليوم جميل؟ هل من جديد على التلفاز؟؟
أم تقولها له صراحة "اشتقت لك؟؟!" نعم هذا بالضبط ما تريد أن تقوله، تردد هذه الجملة كثيرا في أعماقها لكن بمجرد أن تكون أمامه حتى تخطي الكلمات طريق الخروج إلى شفتيها وتلزم الصمت كما يفعل هو
لا تعرف متى أخر مرة تحدثت إليه، فهل تأتي اليوم بكل بساطة لتبوح له بكل اشتياقها وحاجتها إليه، دون أن يشجعها هو على قول ذلك، معلمتها لا تعرف كيف هو الوضع ولا مدى ابتعاده عنهم، لذا تخترع طرق غير مجدية
" ها ... كيف كانت محاولتك مع والدك؟!"
"حاولت البارحة أن ادخل لأحدثه لكني لم استطع"
"لا عليك استمري في المحاولة لأجلك ولأجله ولأجل أخوتك الصغار"
جهزت الشاي عصر ذلك اليوم، ووضعته أمامه، قاومت رغبة قوية للمغادرة وجلست بجانبه بعد أن أحضرت بعض كتبها، أخذ الشاي وعندما رآها تنوي الجلوس أزاح معطفه بعيدا ليفسح لها بعض المكان، وأنشغل بمشاهدة التلفاز
كانت تقلب صفحات كتابها كمن يقرأ لكن عقلها يعمل بتضارب باحثا عن كلمات أو حتى بضع حروف لتبدأ حديثا ما لكن كل حروفها اختفت وكأنها قد غاصت بين صفحات الكتاب
انقضى الوقت سريعا ومن المسجد القريب علا صوت المؤذن لصلاة المغرب، حمل معطفه وغادر الغرفة بهدوء، ولا تزال عبارة "كيف حالك يا أبي؟" متحشرجة في حلقها...
هل يعقل أن يكون الأمر بهذه الصعوبة، لملمت كتبها المبعثرة تبعثر أفكارها وغادرت المجلس هي أيضا، مقاومة رغبة بالبكاء ومشاعر اليتم تعتمل بألم في أعماقها
يعانق البعض صور آبائهم الراحلون بكل مشاعر الشوق والاحتياج، ووالدها بجانبها تعجز عن البوح له ببعض الكلمات العادية ...
وصلت أخيرا إلى المدرسة تعلم أن معلمتها ستسألها اليوم أيضا عن محاولتها لكسر الحاجز بينها وبين أبيها، ستخبرها بما حدث، لكن الأخيرة ستشجعها لمحاولة أخرى وستهز رأسها بأنها ستحاول ....
إعداد : هيئة التحرير
#الموضوع
اليتيمة
ليس هناك أصعب من أن يشعر المرء باليتم في ظل وجود والده، هذا ما دار بخلدها وهي تتجاوز الشارع المؤدي إلى المدرسة ، وقبل أن تبلغ الرصيف المقابل أخرجها من شرودها بوق سيارة مزعج، رمقت السائق بنظرات غاضبة ثم واصلت طريقها دون أن تركز على الكلمات الغاضبة التي كان يتفوه بها...
طوال الوقت يعيش معهم، لكنها لم تجد له أثر إيجابي في أي موقف من مواقف حياتها لا السعيدة منها ولا الحزينة، لم يسألها أو أحد إخوتها عن أحوال دراستهم ولا كيف يتجاوزون اختباراتهم، بل لا يكاد يدري في أي عام دراسي هم...
حنان والدتهم ووقوفها الدائم إلى جانبهم لم يسد الفجوة الواسعة التي تفصله عنهم، لا يجتمع معهم سوى في طاولة الغداء أو العشاء غير ذلك إما يتابع التلفاز، أو في عمله لا يكاد يشعر بهم أو يحاول أن يشاركهم حياتهم وأنشطتهم كما يفعل الآباء مع أطفالهم
"قد يكون والدك معذور" قالتها معلمتها بعد أن تجاذبت معها أطراف الحديث وشكت إليها غربة والدها عنهم وابتعاده
"ربما!"
قالتها دون اقتناع فأي عذر هذا الذي يحرمها من والدها
"هل حاولتِ أنتِ كسر الحاجز بينك وبينه؟"
"لا ... لم احاول"
"حاولي قد يكون هو أكثر حاجة لقربكم أنتم منه، لا تدري ما الظروف التي عانها في صغره فجعلته يتصرف معكم بهذه الطريقة ويبتعد، ربما محاولتك قد تغير في نفسه الكثير وتساعده هو أيضا على كسر الحاجز "
لم تجبها ، قد تكون معلمتها على حق، لكن هل سيكون حقا بمقدورها كسر ذلك الحاجز الصلب الذي يفصلها عن والدها ... من يدري؟!
كان جالس كعادته في مجلس البيت يقلب في قنوات التلفاز ، ترددت وفي كل مرة تقترب من الباب تبتعد مجددا وفي الأخير عادت إلى غرفتها تملا قلبها مشاعر الخيبة ، ماذا يمكن أن تقول له
كيف حالك يأبي ؟ الطقس اليوم جميل؟ هل من جديد على التلفاز؟؟
أم تقولها له صراحة "اشتقت لك؟؟!" نعم هذا بالضبط ما تريد أن تقوله، تردد هذه الجملة كثيرا في أعماقها لكن بمجرد أن تكون أمامه حتى تخطي الكلمات طريق الخروج إلى شفتيها وتلزم الصمت كما يفعل هو
لا تعرف متى أخر مرة تحدثت إليه، فهل تأتي اليوم بكل بساطة لتبوح له بكل اشتياقها وحاجتها إليه، دون أن يشجعها هو على قول ذلك، معلمتها لا تعرف كيف هو الوضع ولا مدى ابتعاده عنهم، لذا تخترع طرق غير مجدية
" ها ... كيف كانت محاولتك مع والدك؟!"
"حاولت البارحة أن ادخل لأحدثه لكني لم استطع"
"لا عليك استمري في المحاولة لأجلك ولأجله ولأجل أخوتك الصغار"
جهزت الشاي عصر ذلك اليوم، ووضعته أمامه، قاومت رغبة قوية للمغادرة وجلست بجانبه بعد أن أحضرت بعض كتبها، أخذ الشاي وعندما رآها تنوي الجلوس أزاح معطفه بعيدا ليفسح لها بعض المكان، وأنشغل بمشاهدة التلفاز
كانت تقلب صفحات كتابها كمن يقرأ لكن عقلها يعمل بتضارب باحثا عن كلمات أو حتى بضع حروف لتبدأ حديثا ما لكن كل حروفها اختفت وكأنها قد غاصت بين صفحات الكتاب
انقضى الوقت سريعا ومن المسجد القريب علا صوت المؤذن لصلاة المغرب، حمل معطفه وغادر الغرفة بهدوء، ولا تزال عبارة "كيف حالك يا أبي؟" متحشرجة في حلقها...
هل يعقل أن يكون الأمر بهذه الصعوبة، لملمت كتبها المبعثرة تبعثر أفكارها وغادرت المجلس هي أيضا، مقاومة رغبة بالبكاء ومشاعر اليتم تعتمل بألم في أعماقها
يعانق البعض صور آبائهم الراحلون بكل مشاعر الشوق والاحتياج، ووالدها بجانبها تعجز عن البوح له ببعض الكلمات العادية ...
وصلت أخيرا إلى المدرسة تعلم أن معلمتها ستسألها اليوم أيضا عن محاولتها لكسر الحاجز بينها وبين أبيها، ستخبرها بما حدث، لكن الأخيرة ستشجعها لمحاولة أخرى وستهز رأسها بأنها ستحاول ....
إعداد : هيئة التحرير
#الموضوع
قصة قرد... بل قصة قرود!
العدد 103 من مجلة نجاح في الاسواق ..
قصة قرد ... بل قصة قرود !
من العدد 102 . من مجلة نجاح
هذه القصة، وعلى الرغم من تطرفها شيئا ما، فإنها تكشف وتضع يدها على كثير من الزيف والعبث والمجاملات، مما تعج به الساحة الفنية والثقافية في وقتنا الحالي.
قصة قرد... بل قصة قرود!
جاء أحد الصحافيين بقرد وأعطاه لوحة فارغة وألوانا، وجعله 'يشخبطها' كيفما اتفق، وبعد أن انتهى القرد 'الفنان' من لوحته، قام الصحافي بتصويرها ونسخها ومن ثم توزيعها على النقاد والكتاب والشعراء بدعوى أن صاحبها أمير خليجي، وقد أسماها 'أميركا والعالم' وأنه يعتزم عرضها في لندن، ولهذا الغرض ينوي إصدار كراسة تعريفية لها ويحتاج إلى من يكتب فقرات ومقالات عنها على أن تنشر في هذه الكراسة المقترحة. وهنا بدأت المسرحية الفكاهية!
كتب شاعر معروف قائلا بأنها 'غيوم من الموسيقى والإيقاع اللوني الهادئ في صخبه، والصاخب في هدوئه'! وأنه 'يقف مبهورا أمام هذه الطهرانية وشفافية الروح التي تعثر على بلاغتها الساحرة في التجريد والإيماء'! وكتب آخر أنه 'يقف أمام هذه اللوحة مكتويا بحرائق اللون، وأمام تجربة تشكيلية باذخة في رؤاها وتبحث عن إطار تعبيري مختلف، وهي تتقدم إلى متلقيها مسكونة بحرية فائقة وتأخذنا إلى تخوم التجريد المطلق'! وقال ثالث إنه وجد في اللوحة 'رفضا لونيا أو إدانة ضوئية متوهجة عبر تجريد ذي بعد فلسفي عميق يحرص على تكريس قيم مواجهة ومقاومة لهذا التوحش الحضاري المتكئ على القوة والافتراس'! بينما كتبت فنانة تشكيلية معروفة قائلة 'إن مبدع اللوحة ترك مساحات بيضاء لإشاعة الأمل والبهجة تأكيدا لجمال وروعة الحلم، فالفنان يدعونا إلى إعادة قراءة الواقع، ويبدو كأنه يبحث عما هو أعمق من حدود المعرفة المتاحة'! وكتب زميل لها قائلا بعدما قرأ اللوحة قراءة متأنية إنها 'خطوط وألوان بعثرت بشكل فلسفي عميق يشير بكل ثقة وجرأة من خلال ألوانها المتداخلة والمتضادة، إلى طبيعة العلاقة التي تحكم أميركا والعالم'!
ولكي يكمل الصحافي 'القرداتي' مقلبه، عرض اللوحة بعد ذلك على طبيب نفساني، فقام الأخير بدراستها بإمعان وخرج بتحليل قال فيه 'إن اللوحة تشير إلى أمرين: أولهما أن هذا الفنان يزدحم عقله بثقافات مختلفة وكثرة اطلاع وثانيهما أنه متشائم بدرجة كبيرة... وتشير طريقة الرسم إلى أنه كان يمر بقلاقل نفسية نتيجة مشاحنات أو مشكلات عائلية... لكن المثير في الفنان أنه يعاني أعراض فصام عقلي أصيب به في بداياته من كثرة قراءاته واطلاعه على تجارب الآخرين'!
بعد كل هذا الإبداع 'الحلمنتيشي' الذي خرج به الشعراء والفنانون والنفسانيون قام الصحافي بنشر القصة كاملة في مجلته، فثارت ثائرة القوم، وتملصوا مما قالوا!
قصة قرد ... بل قصة قرود !
من العدد 102 . من مجلة نجاح
هذه القصة، وعلى الرغم من تطرفها شيئا ما، فإنها تكشف وتضع يدها على كثير من الزيف والعبث والمجاملات، مما تعج به الساحة الفنية والثقافية في وقتنا الحالي.
قصة قرد... بل قصة قرود!
جاء أحد الصحافيين بقرد وأعطاه لوحة فارغة وألوانا، وجعله 'يشخبطها' كيفما اتفق، وبعد أن انتهى القرد 'الفنان' من لوحته، قام الصحافي بتصويرها ونسخها ومن ثم توزيعها على النقاد والكتاب والشعراء بدعوى أن صاحبها أمير خليجي، وقد أسماها 'أميركا والعالم' وأنه يعتزم عرضها في لندن، ولهذا الغرض ينوي إصدار كراسة تعريفية لها ويحتاج إلى من يكتب فقرات ومقالات عنها على أن تنشر في هذه الكراسة المقترحة. وهنا بدأت المسرحية الفكاهية!
كتب شاعر معروف قائلا بأنها 'غيوم من الموسيقى والإيقاع اللوني الهادئ في صخبه، والصاخب في هدوئه'! وأنه 'يقف مبهورا أمام هذه الطهرانية وشفافية الروح التي تعثر على بلاغتها الساحرة في التجريد والإيماء'! وكتب آخر أنه 'يقف أمام هذه اللوحة مكتويا بحرائق اللون، وأمام تجربة تشكيلية باذخة في رؤاها وتبحث عن إطار تعبيري مختلف، وهي تتقدم إلى متلقيها مسكونة بحرية فائقة وتأخذنا إلى تخوم التجريد المطلق'! وقال ثالث إنه وجد في اللوحة 'رفضا لونيا أو إدانة ضوئية متوهجة عبر تجريد ذي بعد فلسفي عميق يحرص على تكريس قيم مواجهة ومقاومة لهذا التوحش الحضاري المتكئ على القوة والافتراس'! بينما كتبت فنانة تشكيلية معروفة قائلة 'إن مبدع اللوحة ترك مساحات بيضاء لإشاعة الأمل والبهجة تأكيدا لجمال وروعة الحلم، فالفنان يدعونا إلى إعادة قراءة الواقع، ويبدو كأنه يبحث عما هو أعمق من حدود المعرفة المتاحة'! وكتب زميل لها قائلا بعدما قرأ اللوحة قراءة متأنية إنها 'خطوط وألوان بعثرت بشكل فلسفي عميق يشير بكل ثقة وجرأة من خلال ألوانها المتداخلة والمتضادة، إلى طبيعة العلاقة التي تحكم أميركا والعالم'!
ولكي يكمل الصحافي 'القرداتي' مقلبه، عرض اللوحة بعد ذلك على طبيب نفساني، فقام الأخير بدراستها بإمعان وخرج بتحليل قال فيه 'إن اللوحة تشير إلى أمرين: أولهما أن هذا الفنان يزدحم عقله بثقافات مختلفة وكثرة اطلاع وثانيهما أنه متشائم بدرجة كبيرة... وتشير طريقة الرسم إلى أنه كان يمر بقلاقل نفسية نتيجة مشاحنات أو مشكلات عائلية... لكن المثير في الفنان أنه يعاني أعراض فصام عقلي أصيب به في بداياته من كثرة قراءاته واطلاعه على تجارب الآخرين'!
بعد كل هذا الإبداع 'الحلمنتيشي' الذي خرج به الشعراء والفنانون والنفسانيون قام الصحافي بنشر القصة كاملة في مجلته، فثارت ثائرة القوم، وتملصوا مما قالوا!
حماقة الأب والابن
لعدد 103 من مجلة نجاح في الاسواق ..
طرئف
حماقة الأب والابن
جاء رجل إلى أحد القضاة يشكو ابنه الذي يعاقر الخمر ولا يصلي، فأنكر الابن ذلك!
فقال الرجل: أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا قراءة؟
قال القاضي: يا غلام، تقرأ شيئاً من القرأن؟
قال: نعم وأجيد القراءة..
قال: فاقرأ .
قال: بسم الله الرحمن الرحيم
علق القلب ربابا بعد ما شابت وشابا
إن دين الله حق لا أرى فــيــه ارتيابا
فصاح أبوه: والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا!
من العدد 102 . من مجلة نجاح
طرئف
حماقة الأب والابن
جاء رجل إلى أحد القضاة يشكو ابنه الذي يعاقر الخمر ولا يصلي، فأنكر الابن ذلك!
فقال الرجل: أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا قراءة؟
قال القاضي: يا غلام، تقرأ شيئاً من القرأن؟
قال: نعم وأجيد القراءة..
قال: فاقرأ .
قال: بسم الله الرحمن الرحيم
علق القلب ربابا بعد ما شابت وشابا
إن دين الله حق لا أرى فــيــه ارتيابا
فصاح أبوه: والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا!
من العدد 102 . من مجلة نجاح
دموع الندم #مياسة النخلاني
.
أدب
#دموع الندم
#مياسة النخلاني
تقلب في الفراش محاولاً استدعاء النوم لكن دونما فائدة، خرجت من شفتيه زفرة طويلة ونهض، وكما هي عادته إذا جافاه النوم فتح المصحف وأخذ يقرأ ويقرأ حتى وصل إلى آيات معينه, فأعاد قراءتها لأكثر من ثلاث مرات, ومع كل كلمة ينطق بها يهتز جسده كله.
( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ( 7 ) إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين ( 8 ) اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ( 9 )
أطبق عليه الصمت، كان جسده لا يزال يرتعش كورقة خريف يابسة وقد غطت عينيه غشاوة وخنقته العبرات، ترك المصحف و توجه صوب النافذة، احتاج وقتاً طويلا كي يستعيد قدرته على التنفس, ثم عاود الارتماء على الأريكة معلقاً بصره على السقف محدقاً في تفاصيله البيضاء, وكأنه يريد أن يهرب بين ثناياه من وقع الألم الذي يعتصر قلبه.
"اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا" شعر بها تتسلل من عقله, وتزحف ببطء على السقف لترمي بظلالها عليه, وما هي إلا لحظات حتى أحالت بياضه الخافت إلى ثوبا شديد السواد, وشيت أطرافه بقطرات حمراء قانية أخذت تتساقط على وجهه، مسحها بيديه فإذا هي دم لزج أثارت الرعب فيه، حاول النهوض لكن قوة ما قيدت حركته، كان يمسحها من وجهه بجنون، تلاحقت أنفاسه، في حين غطى الدم سائر جسده، وتناثرت في أرجاء الغرفة، أراد الصراخ فخانه صوته, وسريعاً تحولت الغرفة إلى بركة حمراء تحاول ابتلاعه وكأنها إخطبوط بشع يريد خنق أنفاسه، كان عاجزاً تماماً عن الحركة وقد أوشكت الدماء على ابتلاعه فاستجمع قواه وصرخ بأعلى صوته " سعيد!"
نهض من مكانه مفزوعاً يتحسس جسده بتوتر, ويتلفت حوله, فإذا السكون يلف المكان, همهم بالاستعاذة، لتدخل أمه الغرفة ومعالم الفزع ترتسم على وجهها المجعد وهي تردد:
"كوابيس مرة أخرى؟!"
ضمته إلى صدرها بحنان وهي تقرأ آيات الكرسي
"لم اقصد أن أقتله ... لم أقصد" كان يرددها وهو يبكي كطفل صغير"
"أسم الله عليك ... أسم الله عليك يا ولدي"
"لم أقصد أن أقتله"
"خلاص يا ابني يا حبيبي لا تعذب نفسك"
ساعدته على النهوض إلى سريره وناولته كوب الماء وحبه الدواء لتساعده على النوم.
"أخبرتك مراراً ألا تنسى الدواء لكنك لا تسمع الكلام"
طبعت على جبينه قبلة مبتلة بالدموع وهمست في أذنه:
"نم الآن ولا تفكر في شي, ما حدث قد حدث"
نفس الكابوس يتكرر كلما تجاهل تناول حبوبه، كم يتمنى أن يموت هذا الكابوس الفظيع، ويتركه يكمل بقية حياته بهدوء، لكنه لا يموت وكأن حياتهما قد ربطت ببعضهما بعد الحادثة إياها, ولا مجال لمغادرة أياً منهما الآخر إلا بالموت.
لم يكن ذنبه أن أباه لم يجد سعادته مع أمه وذهب ليتزوج أخرى، ولم يكن ذنبه أن قلبه يهفو نحو زوجته الأخرى أكثر من أمه، ويحب أطفاله منها أكثر مما يحبه, تعود أن يراقب بصمت كيف يدللهم, ويغدق عليهم بالعطف والحنان أكثر منه, بل لم يكن ليشعر بوجوده، كانت أخطاؤهم وهفواتهم بالنسبة له أجمل ما في الوجود, وإن أخطأ هو انهال عليه بالشتم وأحياناً الضرب.
حتى عندما كبروا ظل سعيد ورنا هما المقربان لدى والدهما, وليس له سوى حضن أمه المشبع بالدموع والقهر, ليتحول قلبه مع مرور الأيام إلى كتله من الحقد والكراهية، نعم كان يكره والده ويكره سعيد ويكره رنا ويكره خالته فاديه.
جلس يومها في حديقة المنزل يطالع كتابه بهدوء, فإذا بسعيد يطلب منه النهوض ليجلس، فهو لا يستطيع أن يذاكر إلا هناك –أو هكذا يدعي- "اذهب وابحث لك عن مكان آخر " لم يكد يكمل حديثه حتى ناداه والده من النافذة.
"اترك المكان لأخيك الصغير كي يذاكر وابحث لك عن مكان آخر"
شعر بصوت أبيه كمطرقة تدق على رأسه دون رحمة, التفت إلى سعيد فإذا بابتسامه نصر ترتسم على وجهه، لوهلة أحس أنه لا يستطع تحمل المزيد، غلى الدم في عروقه, وأظلمت الدنيا أمامه, وبات عاجزاً عن روية أي شيء.
"توقف أيها المجنون!"
بدد الظلام صوت أبيه وهو يصرخ فيه ويهزه بقوة ممسكا بكلتا يديه، أحس بشيء في يمينه فإذا به يمسك حجر يقطر منها الدم، وأمامه كانت خالته فاديه تبكي بشكل هستيري وهي تحتضن سعيد وقد أصيب رأسه بجرح بليغ، رمى الحجر من يديه, وراح يصرخ ويضرب رأسه كالمجنون، كانت أول مرة في حياته يخرج فيها عن هدوئه المعهود ويصرخ بتلك الطريقة, لكنها لم تكن الأخيرة...
بللت الدموع وسادته، فحاول أن يعتدل في جلسته, لكن تأثير الحبوب كان قد بدأ يسري في جسده فمنعته من الحركة.
أغمض عينيه وهو يتمتم "ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا...." ثم غط في نوم عميق.
***
#الموضوع
أدب
#دموع الندم
#مياسة النخلاني
تقلب في الفراش محاولاً استدعاء النوم لكن دونما فائدة، خرجت من شفتيه زفرة طويلة ونهض، وكما هي عادته إذا جافاه النوم فتح المصحف وأخذ يقرأ ويقرأ حتى وصل إلى آيات معينه, فأعاد قراءتها لأكثر من ثلاث مرات, ومع كل كلمة ينطق بها يهتز جسده كله.
( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ( 7 ) إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين ( 8 ) اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ( 9 )
أطبق عليه الصمت، كان جسده لا يزال يرتعش كورقة خريف يابسة وقد غطت عينيه غشاوة وخنقته العبرات، ترك المصحف و توجه صوب النافذة، احتاج وقتاً طويلا كي يستعيد قدرته على التنفس, ثم عاود الارتماء على الأريكة معلقاً بصره على السقف محدقاً في تفاصيله البيضاء, وكأنه يريد أن يهرب بين ثناياه من وقع الألم الذي يعتصر قلبه.
"اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا" شعر بها تتسلل من عقله, وتزحف ببطء على السقف لترمي بظلالها عليه, وما هي إلا لحظات حتى أحالت بياضه الخافت إلى ثوبا شديد السواد, وشيت أطرافه بقطرات حمراء قانية أخذت تتساقط على وجهه، مسحها بيديه فإذا هي دم لزج أثارت الرعب فيه، حاول النهوض لكن قوة ما قيدت حركته، كان يمسحها من وجهه بجنون، تلاحقت أنفاسه، في حين غطى الدم سائر جسده، وتناثرت في أرجاء الغرفة، أراد الصراخ فخانه صوته, وسريعاً تحولت الغرفة إلى بركة حمراء تحاول ابتلاعه وكأنها إخطبوط بشع يريد خنق أنفاسه، كان عاجزاً تماماً عن الحركة وقد أوشكت الدماء على ابتلاعه فاستجمع قواه وصرخ بأعلى صوته " سعيد!"
نهض من مكانه مفزوعاً يتحسس جسده بتوتر, ويتلفت حوله, فإذا السكون يلف المكان, همهم بالاستعاذة، لتدخل أمه الغرفة ومعالم الفزع ترتسم على وجهها المجعد وهي تردد:
"كوابيس مرة أخرى؟!"
ضمته إلى صدرها بحنان وهي تقرأ آيات الكرسي
"لم اقصد أن أقتله ... لم أقصد" كان يرددها وهو يبكي كطفل صغير"
"أسم الله عليك ... أسم الله عليك يا ولدي"
"لم أقصد أن أقتله"
"خلاص يا ابني يا حبيبي لا تعذب نفسك"
ساعدته على النهوض إلى سريره وناولته كوب الماء وحبه الدواء لتساعده على النوم.
"أخبرتك مراراً ألا تنسى الدواء لكنك لا تسمع الكلام"
طبعت على جبينه قبلة مبتلة بالدموع وهمست في أذنه:
"نم الآن ولا تفكر في شي, ما حدث قد حدث"
نفس الكابوس يتكرر كلما تجاهل تناول حبوبه، كم يتمنى أن يموت هذا الكابوس الفظيع، ويتركه يكمل بقية حياته بهدوء، لكنه لا يموت وكأن حياتهما قد ربطت ببعضهما بعد الحادثة إياها, ولا مجال لمغادرة أياً منهما الآخر إلا بالموت.
لم يكن ذنبه أن أباه لم يجد سعادته مع أمه وذهب ليتزوج أخرى، ولم يكن ذنبه أن قلبه يهفو نحو زوجته الأخرى أكثر من أمه، ويحب أطفاله منها أكثر مما يحبه, تعود أن يراقب بصمت كيف يدللهم, ويغدق عليهم بالعطف والحنان أكثر منه, بل لم يكن ليشعر بوجوده، كانت أخطاؤهم وهفواتهم بالنسبة له أجمل ما في الوجود, وإن أخطأ هو انهال عليه بالشتم وأحياناً الضرب.
حتى عندما كبروا ظل سعيد ورنا هما المقربان لدى والدهما, وليس له سوى حضن أمه المشبع بالدموع والقهر, ليتحول قلبه مع مرور الأيام إلى كتله من الحقد والكراهية، نعم كان يكره والده ويكره سعيد ويكره رنا ويكره خالته فاديه.
جلس يومها في حديقة المنزل يطالع كتابه بهدوء, فإذا بسعيد يطلب منه النهوض ليجلس، فهو لا يستطيع أن يذاكر إلا هناك –أو هكذا يدعي- "اذهب وابحث لك عن مكان آخر " لم يكد يكمل حديثه حتى ناداه والده من النافذة.
"اترك المكان لأخيك الصغير كي يذاكر وابحث لك عن مكان آخر"
شعر بصوت أبيه كمطرقة تدق على رأسه دون رحمة, التفت إلى سعيد فإذا بابتسامه نصر ترتسم على وجهه، لوهلة أحس أنه لا يستطع تحمل المزيد، غلى الدم في عروقه, وأظلمت الدنيا أمامه, وبات عاجزاً عن روية أي شيء.
"توقف أيها المجنون!"
بدد الظلام صوت أبيه وهو يصرخ فيه ويهزه بقوة ممسكا بكلتا يديه، أحس بشيء في يمينه فإذا به يمسك حجر يقطر منها الدم، وأمامه كانت خالته فاديه تبكي بشكل هستيري وهي تحتضن سعيد وقد أصيب رأسه بجرح بليغ، رمى الحجر من يديه, وراح يصرخ ويضرب رأسه كالمجنون، كانت أول مرة في حياته يخرج فيها عن هدوئه المعهود ويصرخ بتلك الطريقة, لكنها لم تكن الأخيرة...
بللت الدموع وسادته، فحاول أن يعتدل في جلسته, لكن تأثير الحبوب كان قد بدأ يسري في جسده فمنعته من الحركة.
أغمض عينيه وهو يتمتم "ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا...." ثم غط في نوم عميق.
***
#الموضوع
تيد من مرارة الإحساس بالنقص إلى قمم النجاح
تيد
من مرارة الإحساس بالنقص إلى قمم النجاح
علي طالب المراني
من مرارة الإحساس بالنقص إلى قمم النجاح
علي طالب المراني
ابتسم...وقت راحتك..ابتسم حين تتألم...ابتسم
Smile when in leisure, Smile when in pain, Smile when troubles pour like rain, Smile when someone hurt your feelings.. because, smiling always starts the healing.. -
ابتسم...وقت راحتك..ابتسم حين تتألم...ابتسم حتى وان هطلت عليك الهموم كالمطر...ابتسم ان جرح احد مشاعرك...لان الابتسامة دائما ما تكون بداية الشفاء
ابتسم...وقت راحتك..ابتسم حين تتألم...ابتسم حتى وان هطلت عليك الهموم كالمطر...ابتسم ان جرح احد مشاعرك...لان الابتسامة دائما ما تكون بداية الشفاء
في الشطرنج كما في الموت,بعد نهاية اللعب يوضع الملك والعسكري في صندوق واحد
في الشطرنج كما في الموت,بعد نهاية اللعب يوضع الملك والعسكري في صندوق واحد
الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013
"أكتب دوماً رسائل الغضب إلي أعدائك ولكن لاترسلها لهم"
أجمل كلام
"أكتب دوماً رسائل الغضب إلي أعدائك ولكن لاترسلها لهم" |
دورة تدريبية أسرع طرق إهدار المال دون فائدة
العدد 103 من مجلة نجاح في الاسواق ..
مجلة نجاح روية جديدة لحياة جديدة الصفحة الرسمية لمجلة نجاح المتخصصة في الادارة والتنمية البشرية https://www.facebook.com/ |
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
الاثنين، 25 نوفمبر 2013
أفكار إنتاجية أكبر أنجز كل مهامك وأعمالك في "مشوار" واحد
العدد 103 من مجلة نجاح في الاسواق ..
العدد 102
أفكار إنتاجية أكبر
أنجز كل مهامك وأعمالك في "مشوار" واحد
مجلة نجاح
روية جديدة لحياة جديدة
الصفحة الرسمية لمجلة نجاح المتخصصة في الادارة والتنمية البشرية
https://www.facebook.com/ najahmag.net
العدد 102
أفكار إنتاجية أكبر
أنجز كل مهامك وأعمالك في "مشوار" واحد
مجلة نجاح
روية جديدة لحياة جديدة
الصفحة الرسمية لمجلة نجاح المتخصصة في الادارة والتنمية البشرية
https://www.facebook.com/
هما طريقان
مجلة نجاح
روية جديدة لحياة جديدة
الصفحة الرسمية لمجلة نجاح المتخصصة في الادارة والتنمية البشرية
https://www.facebook.com/
قصة نفس الجرح. .
العدد 102
قصة
نفس الجرح.
.
.
.
.
مجلة نجاح
روية جديدة لحياة جديدة
الصفحة الرسمية لمجلة نجاح المتخصصة في الادارة والتنمية البشرية
https://www.facebook.com/ najahmag.net
قصة
نفس الجرح.
.
.
.
.
مجلة نجاح
روية جديدة لحياة جديدة
الصفحة الرسمية لمجلة نجاح المتخصصة في الادارة والتنمية البشرية
https://www.facebook.com/
الطريقة الوحيدة للقيام بعمل عظيم هو ان تحب ما تعمل
الطريقة الوحيدة للقيام بعمل عظيم هو ان تحب ما تعمل
مجلة نجاح
روية جديدة لحياة جديدة
الصفحة الرسمية لمجلة نجاح المتخصصة في الادارة والتنمية البشرية
https://www.facebook.com/
شركات مؤدبة الصيت ولا الغنى
العدد 103 من مجلة نجاح في الاسواق ..
شركات مؤدبة الصيت ولا الغنى
*مخابرات تنافسية : ماالذي يمكن أن يفعله منافسوك؟
- المُسوق العصري
*البش مهندس والمش مهندس
* أسوأ الوظائف في الولايات المتحدة
* أتعرف لمَ اشتريت التابلت ؟!
* مدغشقر3 : مطلوبين في أوروبا
*عقدة"جوجل" احذروها!
* الخطأ: تفويض المهام لنفس الموظفين باستمرار
*أفضل 10 كتب في التنمية البشرية
هديتك من ناتكو . الاستهلاكي داخل العدد
درب نفسك على الفوز
مجلة نجاح
روية جديدة لحياة جديدة
شركات مؤدبة الصيت ولا الغنى
*مخابرات تنافسية : ماالذي يمكن أن يفعله منافسوك؟
- المُسوق العصري
*البش مهندس والمش مهندس
* أسوأ الوظائف في الولايات المتحدة
* أتعرف لمَ اشتريت التابلت ؟!
* مدغشقر3 : مطلوبين في أوروبا
*عقدة"جوجل" احذروها!
* الخطأ: تفويض المهام لنفس الموظفين باستمرار
*أفضل 10 كتب في التنمية البشرية
هديتك من ناتكو . الاستهلاكي داخل العدد
درب نفسك على الفوز
مجلة نجاح
روية جديدة لحياة جديدة
السبت، 23 نوفمبر 2013
الخطأ : الحصول على التكنولوجيا حباً فيها * فهد محمد حاجب
مجلة نجاح العدد " 101"
العدد "102" متوفر في الاسواق
أخطاء سعادة المدير
الخطأ : الحصول على التكنولوجيا حباً فيها
* فهد محمد حاجب
هل يمكن أن تصبح مديراً بلا أخطاء ؟لا يمنكك ذلك على الأجح فحتى عندما تقهر إحدى المشكلات سيظهر أمامك موقف جديد ينطوي على إمكانيات الوقوع في مجموعة جديدة تماماً من الأخطاء . من هنا نددعوك للإفادة من أخطاء سعادة المدير ومن ثم تعميمها على مواقف وحالات أخرى قد تواجهك فأفضل طريقة لنجاح المدير هي التعلم ممن سبقوه.
من يعيش في وئام مع نفسه يعيش في وئام مع الكون
He who lives in harmony with himself lives in harmony with the universe. Marcus Aurelius
من يعيش في وئام مع نفسه يعيش في وئام مع الكون
Top 10 أشهر 10 صفحات عربية على الفيسبوك
Top 10
أشهر 10 صفحات عربية على الفيسبوك
*وائل يحيى الصياد
من العدد " 101" مجلة نجاح
العدد "102" متوفر في الاسواق
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)