Custom Search

الاثنين، 15 أبريل 2013

عمل المفسدين يسعى الشرير

الان العدد 99 متوفر في الاسواق ..
نون

عمل المفسدين
يسعى الشرير- بكل ما أوتي من مواهب المكر والإفساد – إلى تحقيق رغبات نفسه الأمارة بالسوء. وهي في العادة رغبات لا تتحقق إلا على حساب الآخرين. ينجح الشرير في تجاوز العقبات التي تعترض تقدمه، واحدة تلو الأخرى. فيغريه ذلك بمزيد من الشر والغرور، حتى يظن أن قوانين الحياة نفسها تعمل لصالحه ووفق خطته. وقبل أن تمتد يده الآثمة لقطف الثمرة المرجوة، فجأة يتبدل كل شيء، وتسبقه يد أخرى إلى قطفها. فيعود مجرجراً أذيال الخيبة والألم، بعد أن ضيع الماضي في طلب المستقبل، وضيع المستقبل في صراع الماضي.
الشرير عرف فن المكر لكنه لم يعرف فقه المكر. وفن المكر هو فن التعامل مع القوانين الظاهرة في الحياة الدنيا: قانون امتلاك السلطة، قانون امتلاك المال، قانون امتلاك العقل، إلخ. أما فقه المكر فهو معرفة أن القوانين الظاهرة، التي وضعت لتسيير الحياة في الطريق المستقيم، محروسة من العبث بقوانين أخرى غائبة عن العين المجردة والعقل المجرد. إنها بمثابة المواد الدستورية التي تعمل على حماية الدستور نفسه من تعطيلات القوانين لمبادئه وأهدافه. إنها أدوات المكر الإلهي الخفي في مواجهة المكر الإنساني الغبي.
إن فرقاء الخلاف السياسي في اليمن معنيون بهذا الدرس أكثر من غيرهم، وهم على أبواب مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيحدد مصير اليمن واليمنيين – ربما – لمئات من السنين القادمة. إن المكر في سبيل المصالح الأنانية الضيقة على حساب الوطن وأهله، سيقابل بمكر إلهي خفي، والله خير الماكرين. وليتذكر الفاعلون الأساسيون في هذه اللحظة الزمنية الحرجة من تاريخ اليمن، أن الله لا يصلح عمل المفسدين، وإن زين لهم الشيطان بعض أعمالهم الشريرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق