Custom Search

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

نا موظف مياسة النخلاني درج المدير.. وطموحاتنا رائع أن نكون موظفين مفعمين بالنشاط والحيوية

متوفر في الاسواق "مجلة نجاح العدد 94

أنا موظف 
مياسة النخلاني
درج المدير.. وطموحاتنا
رائع أن نكون موظفين مفعمين بالنشاط والحيوية, مبادرين بالأفكار والمقترحات, لكن ماذا إن قوبل ذلك الاندفاع وتلك الروح المرتفعة والحماسة الزائدة بالتجاهل أو الصد, لا أظن حينها أننا سنتقبل الأمر بسهولة, هذا إن لم يؤثر ذلك سلباً على نفسياتنا وأدائنا, فنصل إلى مرحلة نعجز فيها عن تقديم المزيد لعمل أحببناه يوماً ما بكل صدق.
مياسة النخلاني
في إحدى حواراتي مع زميلة عمل, ما إن تطرقنا لهذا الموضوع قلت ل
ها:" إننا كمن يشترك في سباق جماعي لا يهمه إلا إيصال الفريق إلى نقطة النهاية منتصراً, ولشدة حبنا لفريقنا ورغبتنا بتقديم أفضل ما لدينا نجري بسرعة, وفي لحظة ما نرتطم بجدار إسمنتي صلب اسمه "المدير", فإذا بقوة الارتطام تعيدنا خطوات إلى الوراء, وما إن نستوعب الصدمة حتى نعجز عن إكمال السباق بالحماسة نفسها, هذا إن لم ننسحب بصمت".
ردت زميلتي بمرارة:" بالفعل هذا ما يحدث, فبعد سنوات من العمل أصبحت في حيرة من أمري, وما عدت أدري هل أواصل العمل بحماسة_ وأنا أعلم أن كل ما سأقوله وأقترحه سيتم تجاهله_ أم أتحول إلى موظفة عادية".
للأسف الشديد هذه المشكلة يعاني منها كثيرون, فعندما نأخذ أماكننا في بيئة العمل فإن جل ما نفكر به حينها هو ما يمكننا تقديمه لذلك المكان, فنبادر بوضع التصورات والمقترحات, حماستنا تسبقنا واندفاعنا يتحكم بنا, ننتظر بفارغ الصبر الضوء الأخضر للانطلاق, فإذا بكل ما سهرنا الليالي من أجله يوضع لأيام طوال في درج المدير. وقد يتكرر الأمر حتى يغزو الملل أرواحنا ونستسلم بعد أن وئدت في أعماقنا كل محاولات الإبداع والابتكار, فنضطر إلى العمل بصمت وهدوء.
شعور صعب أليس كذلك؟!! أتدرون المشكلة ليست في المدراء بل في قوة اندفاعنا وشدة حماسنا, وكأننا نريد تحويل بيئة العمل إلى وعاء نصب فيه كل ما يعتمر بعقولنا من طموح وأحلام, متناسين حقيقة أن لدى أصحاب تلك المؤسسات والشركات رؤى وسياسات. نعم قد تكون أفكارنا ومقترحاتنا جيدة, بل ممتازة, لكنها لا تتوافق مع السياسة والتوجه العام للمؤسسة, أو أن الوقت غير مناسب لتطبيقها فيتم التأجيل.
فقط لو نتوقف عن الاندفاع الشديد ونحاول أن نوازن بين طموحاتنا والعمل ككيان مؤسسي تحكمه الكثير من التحديات والظروف التي تفرض نفسها لنعمل ونجتهد ونبادر بهدوء دون اندفاع. حينها فقط نتملص من درج المدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق