Custom Search

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

لا تقتل الإنسان داخلك مياسة النخلاني

المجله متوفره في الاسواق 

أنا موظف 

لا تقتل الإنسان داخلك

مياسة النخلاني 

إتباع القوانين واللوائح أمر مستحب ومن شأنه أن يساهم في تنظيم سير العمل, لكن هل يعني ذلك أن نعمد إلى تغييب الجانب الإنساني في شخصياتنا بحجة أنه لا يعنينا سوى تطبيق اللوائح. 
---مياسة النخلاني 
قبل أن نكون موظفين نحن بشر, وقبل أن نتعامل مع القوانين, فإننا نتعامل مع أناس مثلنا, لديهم أحاسيس ومشاعر يجب مراعاتها وتقديرها بما لا يتعارض مع قوانين العمل, وإلا ما الفرق بيننا وبين الرجال الآليين الذين تعودنا مشاهدتهم في أفلام الأكشن, والتي لا تجيد سوى تطبيق الأوامر في حين لا تملك ذرة إحساس! 
وللأسف هناك حالات مماثلة تحدث في بعض المؤسسات حيث ترى فيها بعض الموظفين وهم يتعاملون بتلك الطريقة الباردة والجافة, وأحيانا المتعالية مع من هم أقل منهم في المرتبة الوظيفية, خاصة إذا كانوا من البسطاء ممن لا يتقنون لبس ربطة العنق, فكونهم بسطاء لا يعطينا الحق أن نتعالى عليهم أو نعاملهم بدونية مستغلين الكرسي الذي نجلس عليه أو المنصب الذي نمتلكه.
عند كتابتي لهذا المقال طرأت صورة في خلدي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية "باراك أوباما" (تداولتها بعض صفحات الفيسبوك) وهو يسير في أحد أروقة البيت الأبيض حيث توقف ليلقي التحية على أحد عمال النظافة بالطريقة نفسها التي يحي بها الأصدقاء بعضهم بعضاً, أو رئيس وزراء تركيا "رجب طيب اردوغان" وهو يتوقف في أحد الشوارع ليشتري بطيخ من أحد الباعة المتجولين ويأكلها مع مرافقيه بمنتهى البساطة والتواضع, أو إحدى حلقات خواطر المسجلة في اليابان حيث يخرج مدير مدرسة ياباني بشكل يومي ليساعد الطلاب الصغار في عبور الشارع ويحييهم بطريقة ودودة أثناء دخولهم المدرسة.
والسؤال هنا لمَ ينسى رئيس دولة أو رئيس وزراء أو حتى مدير مدرسة المراتب الوظيفية؟ والإجابة تكمن في القيم الإنسانية وحسن التعامل مع الآخرين, حتى وإن كانوا دونهم. فلمَ نعمد نحن على تغييب هذه القيم؟ وقد حثنا عليها ديننا الحنيف, متناسين بذلك قول رسولنا الكريم "الدين المعاملة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق