Custom Search

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

تأملات لستُ كما أبدو عائشة الصلاحي



المجله متوفره في الاسواق

تأملات

لستُ كما أبدو!
يا كل الذين حولي.. يا كل الذين يحبونني.. يا كل الذين لا يكنون لي مشاعر إيجابية لسبب ما..يا كل الذين لا يعرفونني.. فأنا مجرد عابر سبيل في حياتهم, علقت صورته في الذاكرة المؤقتة ثم تلاشت مع تتابع الأيام.. يا كل هؤلاء.. أحتاج إلى أن أشعر بشيء من التفهم, لم أعد أطيق العيش محاصراً بالتصورات المتطرفة عني.. صدقوني..أنا لستُ كما أبدو..

عائشة الصلاحي

قد أبدو لكم ضاحكاً غارقاً في(الوناسة)لكن الحقيقة أن وسادتي تبللها دموعي كل ليلةمن هموم تُمزقني ككل إنسان في هذا العالم..
قد أبدو قوياً متماسكاً رابط الجأش حتى في تلك المواقف التي ينهار فيها الكثير, لكن الحقيقة أني لست كما أبدو, فداخلي يرتجف من الضعف وكتفي تحن لمن يربت عليها ليهدأ روع روحي الملتاعة.
قد أبدو قادراً ووافر ذات اليد.. قد أبدو شبعاناً حتى التخمة, لكن الحقيقة أني متخم فقط بمشاعر التعفف التي أستر فيها حاجتي لضروريات البقاء, تلك الأساسيات التي قد تظن أنها مع الجميع..
قد أبدو شجاعاً مقداماً ذو خطوة واثقة ونغمة صوت متحدية, لكن بربكم أنا إنسان قد جمّد الخوف الدماء في شراييني.. وما اشتداد قبضتي بتلك القوة إلا محاولة مني لإخفاء ارتعاش يداي..
أعرف أن مظهري أقنعكم بأني واضح الرؤية.. نافذ البصيرة.. لكني ككل سكان الكرة الأرضية أغرق في أكوام هائلة من التساؤلات.. تساؤلات عن نفسي..عن ما يجري حولي..عن ما حدث لضمير البشرية.. تساؤلات عما جعل العمالقة يتساقطون بالترغيب والترهيب, تاركين مكان القدوة فارغاً يشغله الرعاع.
قد أبدو كالحجر أمام سيل الرومانسيات وجنون الإعلام عن ما يسمونه (الحب) .. لكني لستُ كذلك..أنا أذوب في كل لحظة شوقاً لذلك الشريك الذي أتشبث بذراعه عند اجتياز المنعطفات المخيفة في حياتي.. شريك لا يحبني فقط, بل يؤمن أن الحياة ستكون ذابلة ثقيلة الخُطىبدون تواجدي الودود إلى جواره.
قد أبدو قليل الحرص..بخيل الاهتمام.. مستهتر.. كما يحلو لكم أن تصفوني,لكني لستُ كذلك أبداً، كل ما في الأمر أنني من أؤلئك الذين تربوا منذ صغرهم على كبت مشاعرهم, فكبروا وهم عاجزين عن التعبير عنها لشدة ما كبتوها.. إنهم لا يجيدون قول (آسف), ولا يُحسنون شرح أنفسهم لأنفسهم فضلاً عن شرح أنفسهم لغيرهم..
لعلك حاولت الجلوس معي لتصفية مشكلة ما,فتهربت منك بحجج لا نهاية لها..فإياك الظن أنه الكبر أو العُجب, فقد تكون الحقيقة انني غير قادر على وضع عيني في عينيك من الألم و الخجل..
إياكم أنتنخدعوا بعيناي المتألقتين, فهذا كل ما أخفي به,احتضار الآمال في ربيع أحلامي.. الحقيقة أني ما عدتُ أرى في الأفق إلا حروباً شرسة على فُتات المدينة العصرية.
أما بعد..
لستُأطالبكم بمعرفة الغيب, فهذا ما لا يستطيعه البشر مهما كان تركيزهم وفراستهم و براعة تحليلهم للنفسيات.. كل ما أرجوه هو أن تُخففوا من حدة أحكامكم القطعية التي تطلقونها على ما أبدوعليه.. تطلقونها بلا احتمال أن ما يبدو ليس بالضرورة أن يكون الصورة الحقيقة.. أتمنى أن تلتزموا بالعدل.. العدل الذي يقتضي ترك هامش من إمكانية(ربما.. و لعل)حين أتعثر.. فكروا أنني لربما أكون أعمى.. حين ألزم الصمت قولوا لعله أبكم.. حين لا أقف لاستقبالكم فقدروا أن قدماي قد تكون عاجزتين..لعل قلمي انكسر فلم أعد أجيد كتابة الردود إليكم..
صدقوني لم أقصد ارتداء تلك الأقنعة, لكن لدي أسبابي التي تمنعني أن أكون أنا كما هي حقيقتي, لذا أرجوكم ترفقوا بي, وخذوا لي الأعذار كما أوصانا المصطفى صلاة ربي عليه.. ترفقوا بي لأستطيع العيش معكم.. ترفقوا بي لعلها تُفرج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق