لمجله متوفرة في الاسواق ..
تأملات
و تظن نفسك في مشكلة
ذلك الإنسان الذي أحببته أصبح بعيد المنال عنك؟ لربما شريك حياتك لم يعد يترك مكاناً بينكما للحوار! أو لربما خانك الذين وثقت بهم ؟! تعاني الأرق حين تحاصرك المتطلبات الملحة؟؟ تعيش على ضوء الشموع و تشكو أن حلقات مسلسلك المفضل تفوتك كل يوم بسبب انقطاع الكهرباء؟ قائدك لم يعد يصارحك بأسباب قراراته المبهمة ؟ وطنك في قائمة الدول الأكثر تخلفاً في العالم؟ لديك صفة مزعجة تحاول تغييرها منذ سنين لكنها تبدو كيد ثالثة لا تفارقك؟ ربما....و لعلك بسبب شيء من ذلك تظن نفسك في مشكلة!!
عائشة الصلاحي
مع كل التقدير لما تشعر به.. ومع كل التقدير لاهتماماتك.. إنك تستطيع وسط كل ذلك أن تنصت لخرير ماء جارٍ يأخذك إلى أعماق قلبك الحائر.. تستطيع أن تنصت إلى آيات كريمات تعيد الضياء إلى بصيرتك.. تستطيع أن تتابع تصاعد حديث عصافير الصباح لتدرك كم الحب موجود من حولك.. تستطيع أن تستمع إلى محاضر بارع أو صديق مقنع أو إلى أخ حنون.. يمكنك ذلك لكن "هي" لا تستطيع.
مع كل التقدير.. إنك تستطيع أن تعبّر عن مشاعرك بفضفضة حارة إلى خليل موثوق .. تستطيع أن تصعد منبراً و تصدح بما يحمله قلبك من قيم ثورية و مبادئ إنسانية.. تستطيع أن ترتل بخشوع يرحل بك و بمن يسمعك إلى آفاق شاسعة..أما (هي ) فلا تستطيع.
ومع كل التقدير .. فمهما كان ما حدث لك فإنك تستطيع أن ترفع رأسك إلى السماء و تحلق في آفاقها اللامتناهية لتتأكد أن الحياة أوسع مما تعتقد.. تستطيع أن ترقب الشروق لتستوعب معاني الأمل المتجدد.. تستطيع أن تغوص في عيني من تحب لتشرب منهما الأمان و السكينة.. تستطيع أن تفعل كل ذلك.. أما (هي) فقد لا تستطيع.
(هي) لا تستطيع .. وعدم استطاعتها لأمور كثيرة تزيد يوماً بعد يوم .. و كأنها تغرق في طبقات من الظلام الدامس و النفي القسري.
إنها شيماء فتاة السادسة عشرة ربيعاً.. شيماء التي نشأت صماء ومع ذلك تعلمت لغة الإشارة و بدأت تتواصل مع أهلها المحبين ببطء و صعوبة لابد منها.
إنها تحلق مع رسوماتها المتواضعة التي تدل على خيالها الخلاق.. كما أنها بارعة في أعمال البيت والطبخ و العناية بإخوانها.. صحيح أن خطها مليء بالأخطاء الإملائية إلا أنه مفهوم و يدل على شخصية راضية محبة.
والآن بدأت تدرك أن كل هذا سيختفي, فإحدى عينيها قد أظلمت و الأخرى تلحقها في سرعة تجعل الهلع و الرعب يملأ نفسها الصغيرة.. هلع من أن تُطبق عليها ظلمات تابوتها و هي لا تزال تتنفس و تحب و ترغب و تحلم و تطمح وووووو.
شيماء تقضي أوقات خلوتها في التأكد مما بقي من بصرها فتغلق عينها التي لا تزال ترى و تحاول الرؤية بالأخرى...تحاول أن تقنع نفسها أن ما يحدث هو مجرد كابوس سينتهي عما قريب, و حين تعجز عن الرؤية تغرق في دموعها الحزينة الخائفة .. إنها فقط في السادسة عشرة من عمرها فما الذي يمكن أن يواسي قلبها الغض و عالمها الذي تحبه- أو ما تبقى منه- يتلاشى و هي لا تدري ماذا ستفعل حينما تختفي آخر خيوط النور ولا تجد من يساعدها.
وجه أمها.. ابتسامة أبيها..عينا أختها.. حركات أخيها المسرحية.. كل ذلك سيختفي ومعه ستختفي قدرتها على التواصل.. ربما والعيش أيضاً.
أما زلت تظن نفسك في مشكلة؟؟!! من فضلك فكر من جديد.
تأملات
و تظن نفسك في مشكلة
ذلك الإنسان الذي أحببته أصبح بعيد المنال عنك؟ لربما شريك حياتك لم يعد يترك مكاناً بينكما للحوار! أو لربما خانك الذين وثقت بهم ؟! تعاني الأرق حين تحاصرك المتطلبات الملحة؟؟ تعيش على ضوء الشموع و تشكو أن حلقات مسلسلك المفضل تفوتك كل يوم بسبب انقطاع الكهرباء؟ قائدك لم يعد يصارحك بأسباب قراراته المبهمة ؟ وطنك في قائمة الدول الأكثر تخلفاً في العالم؟ لديك صفة مزعجة تحاول تغييرها منذ سنين لكنها تبدو كيد ثالثة لا تفارقك؟ ربما....و لعلك بسبب شيء من ذلك تظن نفسك في مشكلة!!
عائشة الصلاحي
مع كل التقدير لما تشعر به.. ومع كل التقدير لاهتماماتك.. إنك تستطيع وسط كل ذلك أن تنصت لخرير ماء جارٍ يأخذك إلى أعماق قلبك الحائر.. تستطيع أن تنصت إلى آيات كريمات تعيد الضياء إلى بصيرتك.. تستطيع أن تتابع تصاعد حديث عصافير الصباح لتدرك كم الحب موجود من حولك.. تستطيع أن تستمع إلى محاضر بارع أو صديق مقنع أو إلى أخ حنون.. يمكنك ذلك لكن "هي" لا تستطيع.
مع كل التقدير.. إنك تستطيع أن تعبّر عن مشاعرك بفضفضة حارة إلى خليل موثوق .. تستطيع أن تصعد منبراً و تصدح بما يحمله قلبك من قيم ثورية و مبادئ إنسانية.. تستطيع أن ترتل بخشوع يرحل بك و بمن يسمعك إلى آفاق شاسعة..أما (هي ) فلا تستطيع.
ومع كل التقدير .. فمهما كان ما حدث لك فإنك تستطيع أن ترفع رأسك إلى السماء و تحلق في آفاقها اللامتناهية لتتأكد أن الحياة أوسع مما تعتقد.. تستطيع أن ترقب الشروق لتستوعب معاني الأمل المتجدد.. تستطيع أن تغوص في عيني من تحب لتشرب منهما الأمان و السكينة.. تستطيع أن تفعل كل ذلك.. أما (هي) فقد لا تستطيع.
(هي) لا تستطيع .. وعدم استطاعتها لأمور كثيرة تزيد يوماً بعد يوم .. و كأنها تغرق في طبقات من الظلام الدامس و النفي القسري.
إنها شيماء فتاة السادسة عشرة ربيعاً.. شيماء التي نشأت صماء ومع ذلك تعلمت لغة الإشارة و بدأت تتواصل مع أهلها المحبين ببطء و صعوبة لابد منها.
إنها تحلق مع رسوماتها المتواضعة التي تدل على خيالها الخلاق.. كما أنها بارعة في أعمال البيت والطبخ و العناية بإخوانها.. صحيح أن خطها مليء بالأخطاء الإملائية إلا أنه مفهوم و يدل على شخصية راضية محبة.
والآن بدأت تدرك أن كل هذا سيختفي, فإحدى عينيها قد أظلمت و الأخرى تلحقها في سرعة تجعل الهلع و الرعب يملأ نفسها الصغيرة.. هلع من أن تُطبق عليها ظلمات تابوتها و هي لا تزال تتنفس و تحب و ترغب و تحلم و تطمح وووووو.
شيماء تقضي أوقات خلوتها في التأكد مما بقي من بصرها فتغلق عينها التي لا تزال ترى و تحاول الرؤية بالأخرى...تحاول أن تقنع نفسها أن ما يحدث هو مجرد كابوس سينتهي عما قريب, و حين تعجز عن الرؤية تغرق في دموعها الحزينة الخائفة .. إنها فقط في السادسة عشرة من عمرها فما الذي يمكن أن يواسي قلبها الغض و عالمها الذي تحبه- أو ما تبقى منه- يتلاشى و هي لا تدري ماذا ستفعل حينما تختفي آخر خيوط النور ولا تجد من يساعدها.
وجه أمها.. ابتسامة أبيها..عينا أختها.. حركات أخيها المسرحية.. كل ذلك سيختفي ومعه ستختفي قدرتها على التواصل.. ربما والعيش أيضاً.
أما زلت تظن نفسك في مشكلة؟؟!! من فضلك فكر من جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق