Custom Search

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

عصاميون - كاميرون هارولد عندما كنت صغيراً

العدد 101 . متوفر في الاسواق
 
عصاميون
- كاميرون هارولد
عندما كنت صغيراً فزت في مسابقة للخطابة لكن أحداً لم يقل أحضروا له مدرساً في الخطابة, بل في اللغة الفرنسية التي لا أحبها.
علينا أن نبحث عن ما يتميز به الأطفال فإذا استطعنا تشجيع الأطفال ليحتضنوا الفكرة في سن صغيرة بأن يكونوا رجال أعمال مستقلين, فنحن كآباء ملتزمون بأن نعلم أبناءنا الصيد بدلاً من إعطائهم سمكة..

لماذا يجب أن نعلمهم ذلك؟
إن برامجنا الدراسية لا تعلمنا أن نكون رجال أعمال, حتى برامج إدارة الأعمال لدينا لا تعلمنا أن نكون رجال أعمال, بل تعلمنا أن نعمل في شركات كبرى, ولكن من الذي بدأ بهذه الشركات الكبرى؟ إنهم بعض الناس القلائل.
إذا أمكن أن نعلم أبناءنا أن يكونوا رجال أعمال مستقلين -إذا رأينا فيهم علامات ميلهم إلى هذا الجانب- فسوف نجدهم يأخذون بزمام المبادرة دون انتظار المساعدة من الحكومة, ما نفعله هو أننا نعلم أطفالنا كل الأشياء التي لا يجب أن يفعلوها, ونحاول دفعهم ليكونوا أطباء أو مهندسين أو محاسبين.
لذا فعندما يكبرون ويصبح لديهم أحلام ورؤى للمستقبل واهتمامات بطريقة ما, تتحطم أحلامهم وآمالهم حين نخبرهم أن عليهم نسيان ذلك والتركيز في الدراسة.

الأطفال أيضاً يمكنهم أن يكونوا رجال أعمال..
علمني أبي منذ أن كنت صغيراً كيف أبدأ عملي الخاص, فقد علمني كيف لا أعلق آمالي على أن أكون موظفاً لدى الغير, وحببني بفكرة أن أبدأ عملي الخاص بي لأتمكن من توظيف الآخرين لديّ.
كان عملي الأول شبه مغامرة, كنت في السابعة عندما بدأت ببيع "علاقات الملابس" في محلات الغسيل بعد جمعها من الأقارب, تعلمت في ذلك الوقت كيف أفاوض على السعر, وكيف أحسب الأرباح.
ثم بدأت في العاشرة ببيع القصص التي أشتريها من بعض الأطفال وأبيعها لآخرين, ثم قمت ببيع الصحف ووظفت صبياً لديّ لمساعدتي, كذلك كنت أبيع أسلاك النحاس التي لا يحتاجها والدي في ورشته إلى مصنع تدوير النحاس وأصبح لدي حالياً شركة خاصة بهذا العمل تدر عليّ المال.

لما لا نعلم أطفالنا عدم تبديد الأموال؟
ذات يوم رميت بنساً باستهتار على الطريق, وعندما عدت قال لي والدي:" اذهب وابحث عنه, أنا لم أفعل كل هذا لأراك تهدر أموالك باستخفاف". ما زلت أتذكر ذلك الدرس حتى اليوم, إن إعطاء الأطفال مصروفاً زائداً يعلمهم عادات سيئة, ويجعلهم يفكرون لا شعورياً بوظيفة ثابتة فيما بعد, ولكن العصامي لا يقبل الراتب الشهري.
أنا أطلب من أبنائي البحث عن بعض المهام لأدائها, ثم أتفاوض معهم في ما سأمنحهم لقاء عملهم هذا, وهم بهذا يتعلمون مهارات التفاوض وخلق الفرص أيضاً.
و لدى كل من أبنائي حساباً خاصاً به أضع جزءاً منه تحت تصرفه, وجزء آخر أفكر في وضعه للمضاربة في البورصة بعد أعوام.

كيف تنمي حس رجل الأعمال لديهم..
علم أطفالك الارتجال, اجعلهم هم يؤلفون لك القصص بدلاً من سردها عليهم, دعهم يقفون أمام الناس ويتحدثون حتى لو كان هؤلاء الناس هم أصدقاؤهم, أرهم نماذج الزبائن والموظفين السيئين والجيدين, عندما ترى خدمة سيئة نبه أطفالك إليها, اجمع كل الألعاب التي لا يحتاج إليها طفلك واطلب منه أن يبيعها في سوق الأدوات المستعملة, وانظر هل يستطيع بيعها, وتجنب المخادعين, وتوفير عروض البيع, علمه كيف يحدد الأسعار ويخمنها, والتقط له صوراً ستبهجه فيما بعد وتملؤه بالثقة, ثم ضع ما كسبه من مال في حسابه الخاص.

طفل عصامي..
العصامي هو الشخص الذي يدير وينظم ويتوقع مخاطر الأعمال, وهذا لا يعني أنه يجب الذهاب إلى برنامج إدارة الأعمال, ولا يعني الدراسة الجامعية, إنه يعني أن تلك المهارات يجب أن تكون فطرية لديه, وهي تولد مع الإنسان. لذا ابحثوا في أولادكم عن صفات العصاميين (الإصرار, المثابرة, القيادة, التأمل, الترابط, القيم الأخلاقية).



منقول
من العدد "100" مجلة نجاح..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق