Custom Search

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

نون على مشارف الحوار الوطني اليمنيون مقدمون

المجله متوفره في الاسواق

نون
على مشارف الحوار الوطني

اليمنيون مقدمون – خلال الشهور القادمة – على أهم حدث في حياتهم المعاصرة، أعني حدث الحوار الوطني. وتأتي أهمية هذا الحدث من كونه سيحدد مستقبل الإنسان اليمني، من خلال تحديد شكل الدولة ونظام
 الحكم، والصيغة المناسبة للوحدة الوطنية. إن كل شيء في مستقبل الإنسان اليمني المعاصر سيكون له علاقة بنجاح أو فشل الحوار الوطني في الشهور القادمة.
والحوار الوطني ليس حوارا سياسيا بين أحزاب متنافسة على السلطة، بل هو حوار أصولي بين مختلف مكونات المجتمع اليمني السياسية والاجتماعية. ومعنى حوار أصولي أنه حوار يتناول أصول المشكلات التي تعاني منها الدولة والمجتمع، وليس مجرد حوار في قضايا هامشية وعابرة وتكتيكية.
وخيارات اليمنيين في هذا الحوار ليست كثيرة، فليس أمامهم سوى نجاح الحوار، الذي سيمتد لعدد من الشهور. أما فشل الحوار فهو المعنى المرادف لخراب البلاد، والدخول في نفق مظلم لا يستطيع أحد التنبؤ بموعد الخروج منه. وهو المصير الذي يتمناه كل من يزعجه أو يحرجه استقرار اليمن ونموها. وهؤلاء – لحسن الحظ – قد صاروا قلة في الآونة الأخيرة. لكنها قلة مؤثرة تمتلك المال والسلاح في الداخل، وتمتلك المكر السياسي والمعلومة الاستخباراتية في الخارج بالإضافة إلى المال.
إذاً فمصير اليمن – تقريباً – مرتبط بمصير الحوار الوطني على المدين القريب والبعيد، ومصير هذا الحوار مرتبط بصدق الداخلين فيه ومدى محبتهم وخوفهم على هذا البلد. وعلى الناس أن يفتحوا عيونهم جيداً لمراقبة من يضحي من أجل من. فلدينا نوعان من المتحاورين مستعدان للتضحية. أحدهما سيضحي بمصالحه الذاتية والضيقة من أجل اليمن إقليماً وشعباً، والآخر سيضحي باليمن من أجل مشروعه الأناني الضيق.
لا شك أن الجميع سيبرر هذا الموقف أو ذاك بدافع الحرص على البلد، لكن صدق هذا الطرف أو ذاك لا يكفي فيه مجرد الادعاء، بل لابد أن تصدقه الوقائع نفسها والتنازلات، أما أولئك الذين يعولون على غيبوبة الجماهير وطول باعهم في المكر والتزييف، فهم الخاسرون حقاً، لأنهم لم يتعلموا بعد من الدروس التي مروا بها خلال الشهور الماضية. وهم في غيبة عن قول الله تعالى وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق