ثورة التعليم عن بعد

المجلة متوفرة في الاسواق ..

ابتكار
ثورة التعليم عن بعد

وائل يحيى الصياد 

يقصد بالتعليم عن بعد Distance Learning)) استخدام تكنولوجيا الاتصال وتقنيات الكمبيوتر في عملية التعليم. والتعليم عن بعد هو نقل العلم من مكان لآخر دون الحاجة للارتباط بالمكان جيوغرافياً. وقد تأسس التعليم عن بعد على أيدي بعض الجامعات الأوربية والأمريكية في أواخر السبعينات, والتي كانت تقوم بإرسال المواد التعليمية المختلفة من خلال البريد للطالب، وكانت تلك المواد تشمل الكتب وشرائط التسجيل والفيديو. كما كان الطالب بدوره يقوم بإرسال فروضه الدراسية باستخدام الطريقة نفسها. و كانت الجامعات تشترط حضور الطالب بنفسه لمقر الجامعة لأداء الاختبار النهائي, والذي بموجبة يتم منح الشهادة للطالب. ومن ثم تطور الأمر في أواخر الثمانينات ليتم من خلال قنوات الكابل والقنوات التليفزيونية, وقد كانت شبكة الأخبار البريطانية رائدة في هذا المجال. وفي أوائل التسعينيات ظهرت شبكة الإنترنت بقوة كوسيلة اتصال بديلة سريعة و سهلة, ليحل البريد الإلكتروني محل البريد العادي في إرسال البحوث والفروض التعليمية. وفي أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحالي ظهرت المواقع التي تقدم خدمة متكاملة للتعليم عن طريق الويب، وهي مواقع تقدم خدمة التعليم الذاتي, فضلاً عن إمكانية التواصل والتشارك مع زملاء الدراسة من خلال الموقع ذاته. وحديثاً ظهرت الفصول الافتراضية التفاعلية على شبكة الإنترنت, والتي تسمح للمعلم أو المحاضر أن يلقي دروسه بشكل مباشر على عشرات الطلاب في جميع أنحاء المعمورة دون التقيد بالمكان, بل وتطورت تلك الأدوات لتسمح بمشاركة الطلاب بالحوار والمداخلة. كما أن هناك الكثير من الشهادات التي يستطيع الطالب نيلها من أرقى الجامعات العالمية عن طريق التعليم من بعد, مثال ذلك: شهادة البكالوريوس, والماجستير, والدكتوراه, وبعض الشهادات الدولية مثل: PMP و الـ MBA. وكل ذلك بأسعار زهيدة جداً مقارنة برسوم الدراسة التي تتطلب الحضور الفعلي. 
فوائد التعليم عن بعد
1. عدم الاعتماد على الحضور الفعلي. الأمر الذي وفر الكثير من الوقت والمال. 
2. زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم، وبين الطلبة والجامعة من خلال المنتديات، والبريد الإلكتروني، وغرف الحوار. 
3. وفر سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية.
4. وفر إمكانية تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب الطالب, فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية، ومنهم من تناسبه الطريقة المسموعة أو المقروءة، وبعضهم تتناسب معه الطريقة العملية.
5. أتاح الفرصة للمتعلم أن يركز على الأفكار المهمة لأن أغلب المواد تكون مرتبة ومنسقة بصورة سهلة وجيدة, كما أن العناصر المهمة فيها محددة.
6. يقدم محتوى تعليمي ذاتي وشامل وديناميكي يربط المتعلمين والممارسين بالخبراء, كما يتيح الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة وكذا للأفراد والمؤسسات من مسايرة التطور المتسارع لعالم الإنترنت.
7. يوفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع, وهي ميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعلم في وقت معين، كذلك للذين يتحملون أعباء ومسؤوليات شخصية. هذه الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم.
8. وفر سهولة في تقييم تطور الطالب من خلال أدوات التقييم الفوري التي تزود المعلم بطرق متنوعة لبناء وتوزيع وتصنيف المعلومات بصورة سريعة وسهلة للتقييم.
9. أتاح للمعلم تقليل الأعباء الإدارية التي كانت تأخذ منه وقت كبير في كل محاضرة, مثل استلام الواجبات وغيرها، فقد أصبح من الممكن إرسال واستلام كل هذه الأشياء عن طريق الأدوات الإلكترونية مع إمكانية معرفة استلام الطالب لهذه المستندات.
10. وفر أدوات تحليل تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات ومستوى أداء الطالب, وكذلك وضع إحصائيات عنها وبمكانها, كما أنه سهل الوصول إلى هذه المعلومات سواءً للطالب أو الجهة التعليمية.