Custom Search

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

مياسة النخلاني

مياسة النخلاني
.
.
.
.

إذا تكرر هذا الأمر قد يسبب نوع من الضيق للموظف, حيث يشعر أن هناك تفرقة في التعامل مع أعضاء فريق العمل, وأن المدير لا يُثقل على الموظفين الآخرين بالمهام تاركاً لهم الفرصة ليرتاحوا, بينما يرمي عليه الحمل الثقيل والمهام المتعبة. فتظل هذه الأفكار وغيرها تسيطر عليه, وتزيد من إحساسه بالظلم والإجحاف. الأمر الذي ينعكس سلباً على حالته النفسية ومن ثم على أدائه في العمل. 
للأسف إذا استمر الموظف في النظر إلى الأمر من هذا المنظور الضيق فلن يصل إلى نتيجة ايجابية مطلقا, بل على العكس كل ما سيحدث هو أن علاقته بمسؤوله المباشر ستزداد سوءاً يوما بعد يوم, بعد أن كان أكثر من يعتمد عليه ذلك المسؤول ويثق بقدرته على الإنجاز, خاصة في الأوقات العصيبة.
لابد أن ذلك سيؤثر على سير العمل, لماذا؟ لأن "صاحبنا" ظل يركز فقط على الجزء الفارغ من الكوب متناسياً الجزء الممتلئ. فعندما يبحث عنك مديرك حينما يكون تحت الضغط يعني ذلك أنه لا يستطيع أن يعتمد على أحد غيرك, وأن من بين الجميع أنت وحدك الأكثر قدرة على الإنجاز بشكل متقن. كذلك ليست كل الأوقات مناسبة للتشجيع والتحفيز وتوزيع المهام بالتساوي. نعم من المفروض أن يحدث ذلك لكن في الأوقات العادية, أما في الأوقات العصيبة والضغوط الطارئة (والتي تتطلب الإنجاز السريع) فالمدير لا يفكر إلا بشي واحد فقط هو إنجاز المهمة بالشكل المطلوب, والخروج بأكثر المكاسب وأقل الخسائر.
قد يكون الآخرون قادرين على الإنجاز أيضاً, لكن ليس بالدرجة نفسها التي تقوم بها أنت. فأنت- بكل تأكيد- لديك ميزات وقدرات تجعلك أقدر منهم على الإنجاز السريع, لذلك تكون أول شخص يطرأ على خُلد مديرك, خصوصاً في المواقف الصعبة, فذلك شيء رائع بحد ذاته. وبدلاً من أن تشحذ همتك وتقابل اندفاعه باندفاع مماثل, حيث لا تفكر بشيء سوى إنقاذ الموقف, مستشعرا المسؤولية الملقاة على عاتقك وما ستحققه للمؤسسة بشكل عام.
صحيح من الصعب تقبل الأمر, لكن حاول التفكير في الإيجابيات, وستجد نفسك تندفع أكثر للإنجاز. ذلك الإنجاز الذي سينعكس إيجابا على مستواك الوظيفي وقدراتك الشخصية, كونك ستكسب خبرات إضافية وثقة بنفسك عند كل مهمة تنجزها. وتذكّر أن من يُعطي لابد وأن يجنى ثمار عطائه ولو بعد حين.
دائما وفي كل موقف تمر به سواءً على صعيد حياتك الشخصية أو العملية, تذكر أن تنظر إلى الجزء الممتلئ من الكوب متجاهلا الجزء الفارغ, لأن الأول سيُعينك على المواصلة والاستمرار والنجاح, بينما لو ظل تركيزك فقط على الثاني فلن تكسب سوى الإحباط والانعزال عمن حولك. أنت وحدك من بيده الاختيار فأحِسنه حتى تسير أمورك كما تحب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق